• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أبرزها المسحراتي والفانوس.. عادات رمضانية قديمة أخفتها التكنولوجيا

أبرزها المسحراتي والفانوس.. عادات رمضانية قديمة أخفتها التكنولوجيا

منذ قدومنا للدُّنيا وقت أن كنا صغاراً ومع حلول شهر رمضان المبارك حفظنا الكثير من العادات والتقاليد والموروثات التي كنا نمارسها في هذا الشهر الفضيل ومنها السحور والتهاني والزيارات كما تعودنا على أجواء السهر واللعب...

لكن وفي ظل متغيرات العصر وظروفه المتسارعة، أخذت الكثير من هذه العادات طريقها إلى الاندثار والخفوت، حيث اختفت أو ضعفت عادات كثيرة كانت سائدة خلال الشهر الفضيل.

ويرى البعض أن للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الأثر البالغ في الاستغناء عن عادات خلدت في الزمن وأبت النسيان أمام زحف أنماط عيش جديدة قلّ فيها التواصل وتقديم التهاني بمناسبة شهر الصيام بين الأهل والجيران، واستبدلت الزيارات في الأيام الأولى من شهر الصيام بالرسائل النصية عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة أو عبر الهواتف الذكية.

واللافت في مظاهر هذا التحوّل هذه هو أنّها تطال في بعض الأحيان تقاليد قديمة جداً صمدت عصوراً وعصوراً وهي تتضمَّن ظهور بعض التقاليد الجديدة بعضها جيد وجميل، وبعضها الآخر يمكنه أن يكون أفضل. ومن أبرز العادات الرمضانية التي اختفت في ظلّ الثورة التكنولوجية:

 

أبرز عادات رمضان القديمة

1- الفانوس

رغم أنّه استمر عصوراً طويلة وسيلة الإضاءة الأساسية في المدن الإسلامية وغيرها من مدن العالم، إلّا أن الفانوس تحول تدريجياً إلى رمز من رموز شهر رمضان المبارك. وكانت بداية التحوّل حسبما يروى في رمضان العام 358هـ عندما دخل المعز لدين الله الفاطمي مصر، أما اليوم فقد جرَّدت المصابيح الكهربائية الفوانيس من وظيفتها تدريجياً، خاصة بعدما عمت الإضاءة الكهربائية كل الأماكن وقضت نهائياً على وظيفة الفانوس.

 

2- المسحراتي

من العادات التي أصبحت أثراً بعد عين، حيث كان صوته مميزاً  من خلال قرعه على الطبل، أما اليوم فقد حلّت التطبيقات الذكية التي تحدّد موعد الإفطار والسحور مكان المسحراتي، إضافة إلى المنبّه الذي يعمل على إيقاظنا في الوقت الذي نريد.

 

3- مدفع رمضان

كان المدفع في رمضان صحبة مؤنسة للكبار، ينتظره الصغار بكل فرح ويتابعون كيف يخرج من مخزنه ليتم تجهيزه ويظلوا يتابعونه طيلة ثلاثين يوما لبدء إفطارهم؛ لأنّ الأذان في المساجد لا يسمعه إلّا القليل من الناس القريبين من المسجد، حيث لا توجد مكبرات للصوت في تلك الأيام، بل إن المؤذنين كانوا لا يرفعون الأذان في المساجد إلّا بعد سماعهم صوت المدفع.

 

4- تبادل التهاني والزيارات

بمجرد حلول الشهر المبارك كان الناس يتبادلون التهاني والزيارات التي كانت فرصة للقاء الأقارب الذين لم يلتقوا منذ مدة، أما اليوم فقد حلّت الرسائل النصيّة القصيرة التي نرسلها عبر واتساب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، مكان هذه العادة الرائعة التي يمكننا القول إنها اختفت.

 

5- جمع الحلوى

من العادات الشهيرة في شهر رمضان طواف الأطفال في الشوارع حاملين أكياساً ويطرقون الأبواب من أجل جمع الحلوى، لكن هذه العادة اختفت اليوم بعدما بات الطفل يُمضي وقته من خلال اللعب على الآيباد أو الهاتف الذكي.

 

6- تبادل الأطباق

من العادات الرمضانية الجميلة التي اختفت تبادل الأطباق المتنوعة اللذيذة ما قبل الإفطار بين الجيران وأيضا مشاركة وجبة الفطور مع الحي في المساجد والبيوت لم تعد كما كان، ويرجع ذلك إلى التطور وانشغال الناس بوسائل التواصل التي تقرب وتبعد في نفس الوقت.

 

7- المشاهرة

واحدة من العادات الرمضانية العريقة في منطقة حضرموت، ففي آخر أيام شعبان يقوم الأهالي بذبح الأغنام، ويوزعون لحم الذبائح على الأقارب، والجيران، والفقراء في المنطقة، وبعدها يتبادلون الزيارات المسائية لتبادل التهاني بقدوم شهر رمضان، ويقضون جزءاً كبيراً من أمسياتهم في جلسات مصغرة للتناقش حول البرامج، والأنشطة التي سيقيمونها خلال أيام الشهر الفضيل.

هذه العادة طالها التلاشي في ظل تسارع عجلة الحياة، وحالة التمدن التي قضت على الكثير من الموروث الثقافي الرمضاني في هذه المنطقة.

ارسال التعليق

Top